الإثنين، 29 نوفمبر 2010 - 18:20
صحف أمريكية أجواء انتخابات مجلس الشعب اتسمت بالعنف
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن أجواء الانتخابات البرلمانية المصرية هذا العام لم تختلف كثيرا عن السيناريو المتوقع لها، فكغيرها من العمليات الانتخابية سادها مناخ من العنف والترهيب، وذهبت إلى أن الحزب الوطنى على ما يبدو عقد عزمه على ترسيخ قبضته على السلطة فى وقت تمر فيه البلاد خلال مرحلة سياسية حاسمة فى تاريخها وإن كانت غير واضحة المعالم.
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها الذى أعده روبرت ورث، ومنى النجار، إن انتخابات أمس، الأحد، البرلمانية تمت مراقبتها عن كثب تمهيدا لانتخابات الرئاسة العام المقبل، الأكثر أهمية وحسما، والتى قد تبشر بمرحلة انتقال سياسى طال انتظارها، ورغم أن الحزب الوطنى أعلن نية الرئيس مبارك، الذى حكم البلاد منذ اغتيال سلفه السابق، أنور السادات عام 1981، لترشيح نفسه فى الانتخابات لفترة رئاسة سادسة، إلا أنه ليس واضحا عما إذا كان سيفعل ذلك حقا.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الحزب الوطنى شن حملة قمع ضد الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية المحظورة سياسيا، والتى تمثل أكبر حركة معارضة حقيقية فى مصر.
ونسبت إلى محسن راضى، وهو نائب إخوانى قوله أثناء انتظاره أمام مركز اقتراع فى مدينة بنها "هم لا يسمحون لمؤيدينا بالدخول للاقتراع".
ورأت الصحيفة أن الحزب الوطنى حرص ألا تكرر الجماعة نجاحها المدهش فى انتخابات 2005 عندما أمنت لنفسها خمسة مقاعد بالبرلمان، وعكف على تقليل هذا العدد، حسبما يقول المحللون السياسيون، راغبا بذلك فى تقويض حركات المعارضة فى وقت حساس للغاية يشوبه شعور بالاستياء والغضب حيال ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدلات البطالة والتضخم الاقتصادى.
وانتقدت "نيويورك تايمز" كيف مُنع ممثلى الإخوان من الدخول إلى لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى عدد من المحافظات، فى حين ردد مؤيدو الحزب الوطنى الشعارات الرنانة لدعم مرشحيهم، الذين ملأت ملصقاتهم الملونة الجدران المجاورة لمراكز التصويت.
وأشارت الصحيفة إلى انتشار التقارير التى أفادت بوجود عنف، ورغم تأكيد وزارة الداخلية عدم وجود حالات وفيات بين المنتخبين، غير أن عايدة سيف الدولة، الناشطة الحقوقية ومديرة مركز "نديم" أكدت مقتل تسعة أشخاص فى أماكن متفرقة من الدولة.
ومن جانبها، اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بدورها بالتعليق على مجرى الانتخابات البرلمانية التى أجريت أمس الأحد، وقالت إن المعارضة المصرية تعرضت لهزيمة ساحقة على أيدى الحزب الوطنى وسط تقارير تفيد بوجود عمليات تزوير ومنع مراقبى الانتخابات من العمل على مراقبة مراكز الاقتراع لضمان نزاهة وحرية الانتخابات.
ونقلت "واشنطن بوست" عن محمد مرسى، منسق حملة الإخوان المسلمين قوله "الحكومة استخدمت جميع الوسائل لمنع الناس من الدخول إلى مراكز الاقتراع، فعلى ما يبدو لا يريد النظام أن تكون هناك معارضة حقيقية فى البرلمان".
ورأت الصحيفة أن المنافسة الضارية فى انتخابات مجلس الشعب على الـ508 مقاعد ما هى إلا نموذجا مصغرا لما ستكون عليه انتخابات الرئاسة العام المقبل.