السؤال:
هل القبض أولى أم الإرسال بعد الرفع من الركوع ؟؟
الجواب:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، الراجح إسبال اليدين وعدم وضعهما على الصدر بعد الرفع من الركوع ، فهذه الأمة اعتنت عناية عظيمة بنقل كل شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى آداب قضاء الحاجة علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما بالك بالصلاة ؟ وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلي ، كيف ستكون عناية الأمة بوصف صلاته عليه الصلاة والسلام ، لذلك انظر الدقة في نصوص الأحاديث ، حتى صفة وضع الأصابع ذكروها ، عند السجود تضمها ، وعند الركوع تفرج فيما بينها ، فهذه الدقائق ذكرت وبُوّب لها في كتب السنة ، فكيف بما هو أكبر منها ، فقبض اليدين بعد الركوع لم يذكرها أحد كتبويب لباب ، وكل الأبواب التي ذكرها أهل العلم قد فصلوا فيها تفصيلا عظيما في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا لم يذكروا هذه الحيثية وهذا التفصيل بعد الرفع من الركوع ؟ مع أنها مسألة جلية وواضحة ، فالشاهد أنه لا الفقهاء ولا المحدثون بوبوا لوضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع ، وإنما كل الذين بوبوا قالوا : باب الرفع من الركوع ، وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرجع إلى ما كان عليه ، فالمقصود إلى إسبال اليدين لأن هذا هو الأصل في خلقة الإنسان وأما وضعهما فهذا فعل ، والفعل يحتاج إلى دليل ، وفي الأمر سعة ولله الحمد والمنة ، فلا ينكر على من رأى ترجيح وضع اليدين على الصدر ، وكذلك لا ينكر على من رأى ترجيح خلاف ذلك والله تعالى أعلم