صادرات إيران إلينا: مخدرات وغسيل أموال وشبكات تجسس

كتب د.وليد الطبطبائى

ليس لدى عرابي التقارب الكويتي مع طهران مبررات حقيقية يقدمونها للجمهور الكويتي لتفسير استمرار - او حتى وجود - مثل هذا التقارب، صحيح ان لبعضهم حسابات شخصية أو فئوية نفهم من خلالها حماسهم لايران ولكن لم اسمع أحد يقدم حججاً مقنعة لها علاقة بالحسابات الوطنية الكويتية، فالعلاقة مع طهران في ظل سياساتها الاقليمية الحالية لا تعدو ان تكون خسارة في خسارة.
ولننظر ماذا تقدم لنا طهران منذ سنوات: سيلاً لا ينقطع من عصابات تهريب المخدرات، ومتسللين غير شرعيين عبر البحر ليلا ونهارا، وغسيل أموال لاقطاب النظام ولاجهزته نرى آثاره في الكويت وفي دول خليجية أخرى من خلال الثراء المفاجئ والغامض والمثير للريبة لدى بعض محدثي النعمة، ثم شبكات التجسس القديمة والحديثة والتي ضبط الأمن الكويتي قبل أسبوعين احدى خلاياها.
ولا أريد ان يسيء احد الفهم: نحن لا نطالب بعلاقة سيئة مع اي دولة كانت بعيدة او قريبة، وباستثناء الكيان اليهودي الغاصب نريد ان تكون لنا افضل العلاقات الممكنة مع كل دول العالم، لكن هذه العلاقات مع اي دولة يجب أن تقوم – وكما نسمع من مسؤولينا انفسهم - على الاحترام المشترك وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى تبادل المصالح، واي طفل في الكويت الآن يعلم بأن الخط السياسي الذي تسير عليه طهران حالياً ليس له صلة بهذه المواصفات.
عرابو العلاقة مع طهران يقولون اننا نسيء فهم ايران ونركز على السلبيات وننسى الايجابيات، قولوا بالله عليكم ما هي ايجابيات الحكومة الايرانية الحالية تجاهنا وتجاه شقيقاتنا الخليجيات حتى نهرول اليها؟ وحتى تتصاعد وفودنا الذاهبة الى «الباب العالي» الايراني مع استمرار صلف تلك الحكومة، وكان آخر قراراتها ترسيخ الخلاف مع دولة الامارات العربية المتحدة باقامة «محافظة الخليج الفارسي» التي تضم جزرا في الخليج وعاصمتها جزيرة ابو موسى الاماراتية المحتلة، نذهب الى طهران وحالنا تقول «من صفعك على خدك الأيمن فالفت له خدك الأيسر».

اليوم محمد الجاسم.. وغداً من؟
اكتب هذا المقال قبل ساعات من التجمع الشعبي في ساحة الارادة تضامناً مع الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم، ولا شك عندي في ان كثيراً ممن سيشاركون في التجمع – ومنهم كاتب هذه السطور - قد لا يتفقون مع الأخ الجاسم في بعض آرائه وقد لا يتبنون الخط الذي يسير فيه في النقد الصحافي، لكن احداً منهم لا يقبل بأن يجري لإنسان في الكويت ما يجري للجاسم وكل جريمته انه عبر عن رأيه السياسي.
ان الدستور يقرر ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته، فلا عقوبة حبس او غيرها على اي متهم الا بحكم قضائي، واذا كانت سلطة النيابة العامة تتضمن الحبس الاحترازي فان ذلك له اسباب وشروط كأن يمنع المتهم من الهرب او ان يرتكب جريمة اخرى وهذه ليست الحال بالنسبة للكاتب الجاسم.
ونرجو الا يكون وراء التشدد تجاه الجاسم وجود حساسية عند البعض في الحكومة من مقالات الجاسم حول مخاطر التغلغل الايراني في الكويت، ونرجو الا يصل نفوذ هذا التغلغل الى مرحلة تكميم الأفواه والتعتيم على الشعب الكويتي من هذا الخطر وإشغاله بصراع «بدو» و«حضر» و«مزدوجين».

وليد الطبطبائي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

صادرات إيران إلينا: مخدرات وغسيل أموال وشبكات تجسس
وغيرها وغيرها وغيرها

» القبض على شبكة تجسس لصالح ايران في الكويت